تكييف الطريقة للأهداف
لعل تصورنا يتضح لو تبينا أن كلية التربية الفنية كلها تعتبر محاولة لتحسين الطريقة بل أنها تقوم على أساس فكرة الطريقة, على اعتبار أن الطريقة تحتاج إلى علم ,و إلى دراسة ,و تخصص,لتتلاءم تارة مع الأهداف المتغيرة و تارة مع مراحل النمو, و ثالثة مع طبيعة كل مادة من نواحيها الوظيفية , أو التعبيرية .
ولو قارنا في لحظات, بين ما نحاول فكرا أن نغرسه في المتعلم الذي يحاول أن يعد نفسه لمهنة التدريس, وبين الشخص الذي يذهب إليها دون أي إعداد, سنجد أن كلية التربية الفنية تحاول جادة أن تعنى بالطريقة, على أساس أن كل مقومات التربية تتم من خلالها. بينما الشخص الذي لم يعد لمهنة التدريس, لا يهتم بالطريقة عن وعي, و إنما يصب كل اهتمامه على المادة, وحين يعتبر المادة غاية في حد ذاتها سيتورط حتما في عمليات التلقين و الفرض من أعلى و التحفيظ, تمثل كلها أساليب إملائية وليدة الاهتمام بالنهاية المعروفة من قبل, دون إي تأكيد على الأسلوب الذي يتبع للوصول بالمتعلم إلى تكوين مدركات سليمة, و مفاهيم صحيحة, وتكوين عادات يعتمد فيها على نفسه في البحث عن اليقين, ومقارنة الحقائق بعضها ببعض, و الوصول إلى الاستنتاجات التي يمكن أن يكيفها أينما أراد لأي موقف...